ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1): لسان العرب. لابن منظور الافريقي. دار صادرللطبع و النشر.
(2): البلاغة الواضحة « البيان المعاني البديع »لعلي الجارم و مصطفى أمين ط 15 دار مصر بالمعارف
(3): الادب الجاهلي. قضايا فنون نصوص عبد الجليليوسف ص 460 مؤسسة المختار للنشر و التوزيع القاهرة ط1.
(4): فن البديعص127.
المبحث الثاني: أقسامه و شروطه
المطلب الأول: أقسام السجع
1- سجع مطرف : وهو ما اختلفت فاصلتاه في الوزن واتفقا في التقفية قال ابن حجة الخموي في تعريفه: « هوأن يأتي المتكلم في أجزاء كلامه أو في بعضها بأسجاع غير متزنة بزنة عروضية ولامحصورة في عدد معين بشرط أن يكون روي الأسجاع روي القافية» ومنه قوله تعالى:«مالكم لا ترجون لله و قارا و قد خلقكم أطوارا».
2- سجع مرصع :وهو عبارة عن مقابلة كل لفظة من فقرة النثر أو صدر البيتبلفظة على وزنها و رويها نحو قوله تعالى: « إن الأبرار لفي نعيم و إن الفجار لفيجحيم».
3- سجع متواز: وهوما اتفقت اللفظة الأخيرة من القرينة ( الفقرة) مع نظيرتها في الوزن و الروي كقولهتعالى:« فيها سرر مرفوعة و أكواب موضوعة». (1)
4- السجعالمتوازن: وهو ما اتفقت فاصلتاه في الوزن دون الحرف الأخير (التقفية).
نحو قولهتعالى:« و نمارق مصفوفة و زرابي مبثوثة» الغاشية 15-16 .
و قال تعالى:«و جعلنا الليل لباسا و جعلنا النهار معاشا » النبأ 10- 11.
فان كان ما فيإحدى القرينتين من الألفاظ أو أكثر ما فيها مثل ما يقابلها من الوزن خص باسمالمماثلة كقوله تعالى: « واتيناهما الكتاب المستبين و هديناهما الصراط المستقيم ».الصافات 117 – 118.
قال تعالى: «والنازعات غرقا و الناشطات نشطا» النازعات 1-
المطلب الثاني: شروط السجع
لا يحسن السجعإلا إذا توفرت فيه أربعة شروط هي:
1- أن تكون الألفاظحلوة المذاق يلذ سماعها على الأذان.
2- أن تكونالألفاظ تابعة لمعناها و لا يكون المعنى تابعا لها حتى تسلم من التكلف أي أن تكونالألفاظ خادمة للمعاني.
- أن تكون إحدى السجعتين غير متنافرة مع أختها.
4- أن تكون كلواحدة من السجعتين دالة على معنى مغاير لمعنى الأخرى و إلا كان تكرارا لا فائدةفيه كقول الصابي:« يسافر رأيه و هو لا يبرح, و يسير وهو ثاونلا ينزح»
يسافر و يسيربعنى واحد ويبرح و ينزح بمعنى واحد.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1):البلاغة الواضحة
المبحث الثالث :
المطلب الأول : اضرب السجع
للسجع ثلاث أضرب, و أفضله ما تساوتفقره
1- الضرب الأول: ماتساوت فقره أي ما كانت فيه الفقرتان متساويتان.
نحو قوله تعالى:« في سدر مخضود و طلح منضود و ظل ممدود» الواقعة 28- 30.
وقوله أيضا:« فأما اليتيم فلا تقهر, وأما السائل فلا تنهر» الضحى 9- 10.
و قال أيضا:« و العاديات ضبحا,فالموريات قدحا فالمغيرات صبحا».
2- الضرب الثاني: ماطالت فقرته الثانية أي ما كانت فيه الفقرة الثانية أطول من الأولى بغاية قريبة فانطالتا فهو غير محمود و يتبين ذلك بالإحساس بالأذان و الإدراك بالأذواق لأن السامع ألفالانتهاء إلى غاية في السجعة الأولى فإذا زيد عليها اختلت مقاييسه عنده وثقلت عمليةهذه الزيادة التي لم يتوقعها في السجعة الثانية فتقل نشوته بها.
كقوله تعالى:«و النجم إذا هوى ما ظل صاحبكم وما غوى». النجم 1- 2.
3- الضرب الثالث: ما قصرت ثانيته أي ما كانتالفقرة الثانية أقصر من الأولى على طرف نقيض مع الضرب الثاني وهذا معيب عند أهلالبلاغة.
و السر في ذلك هو أن الفقرة الأولى إذاطالت ثم جاءت الثانية اقصر منها كانت كالشيء المبتور و كان السامع كمن يريد الانتهاءإلى غاية فيعثر دونها و لا يجد ما كان يتوقعه من المماثلة بينهما و مثاله قولهتعالى:« ألم ترى كيف فعل ربك بأصحاب الفيل ألم يجعل كيدهم في تظليل». الفيل 1-2.
المطلب الثاني : أنواع السجع