مقدمة
بسم الله الرحمان الرحيم والحمد لله بجميع المحامد على جميع النعم و الصلاة و السلام على خير خلقه محمداالمبعوث إلى خير الأمم و على أله و صحبه مفاتيح الحكم مصابيح الظلم و على التابعينله أهل التقي والنقي و الحلم و الكرم وبعد:
عرفنا في ما سبق أن علم البيان وسيلةلتأدية المعنى بأساليب عدة بين تشبيه و مجاز و كناية و عرفنا أن دراسة علم المعانيتؤدي إلى معرفة الكلام مطابقا لمقتضى الحال مع وفاءه بغرض بلاغي يفهم ضمنا منسياقه و يحيط به من قرائن و هناك ناحية أخرى من نواحي البلاغة لا تتناول مباحث علمالبيان ولا تنظر في مسائل علم المعاني و لكن دراستها تؤدي إلى تزيين المعاني بألوانبديعة من الجمال اللفظي أو المعنوي و يسمى العلم الجامع لهذه المباحث بعلم البديعو له عدة أقسام منها الجناس والطباق والمقابلة و السجع و هذا الأخير هو موضوعالدراسة الذي يمثل التوافق في الفاصلتين في الحرف الأخير و أفضله ما تساوت فقره وقد حاولنا جاهدين الإلمام بكل عناصر هذا البحث متبعين الخطة الآتية:
- مقدمة.
- المبحث الأول : مفهوم السجع.
- المطلب الأول : مفهومه لغة.
- المطب الثاني : مفهومه اصطلاحا.
- المبحث الثاني : أقسامه و شروطه.
- المطلب الأول : أقسام السجع.
- المطلب الثاني : شروط السجع.
- المبحث الثالث : اضربه و أنواعه
- المطلب الأول : اضرب السجع.
- المطلب الثاني : أنواع السجع.
- المطلب الثالث: السجع في الشعر العربي.
- المبحث الرابع : الجانب التطبيقي
- المطلب الأول: نموذج تطبيقي
- المطلب الثاني : حل التطبيق
- الخاتمة.
معتمدين على الله أولا ثم على بعضالمراجع أهمها:
- البلاغة الواضحة لعلي الجارم و مصطفى أمين.
- الإحاطة فيعلوم البلاغة د. عبد اللطيف شريفي .
- فن البديع
ونرجو من اللهأن يوفقنا في إلقاء هذا البحث و نأمل أن نوفق في إيصال مضمون البحث للجميع.
المبحث الأول: مفهوم السجع
المطلب الأول : مفهومه لغة
سجعفلان في سيره أي استوى و استقام, و سجع الحمام إذا ردد صوته على طريقة واحدة و سجعله إذا قصده و سجع الخطيب إذا تكلم بكلام مقفى غير موزون و السجع هو الكلام غيرالموزون المقفى و جمعه أسجاع و سجوع و السجعة هي القطعة من الكلام المسجع. (1)
المطب الثاني : مفهومه اصطلاحا
السجعهو توافق الفاصلتين في الحرف الأخير و أفضله ما تساوت فقره. و الفاصلة هي الكلمةالأخيرة من كل فقرة و تسكن الفاصلة دائما في النثر للوقف. (2)
و سجع الكهانهو ما وصل إلينا من نثر مسجوع في شكل قطع أو أقوال منسوبة لكهان الجاهلية و قدكانت هذه الطائفة من الكهنة هم الذين زامنواالعصر الجاهلي و كانوا يقومون على خدمة الأصنام و زعموا أن هذه الطائفة تتصل بالجنو تستطيع أن تعرف الأسرار. وقد كان عرب الجاهلية يعطون كهنتهم نوعا من القداسة كماأنهم كانوا يلجأون إليهم في بعض المواقف التي تتصل بمعرفة الغيب أو في منافراتهم. (3)
وما أنكر الرسول صلى الله عليه وسلم السجع على إطلاقه و إنما أنكر منه سجع الكهانفحسب, لأنهم يريدون به إبطال حق, فتنطق السنتهم به للتأثير على السامع وما يؤديإليه من فورة انفعالية. (4)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ